الثلاثاء، 15 أكتوبر 2019

انكار علو الله عز وجل بذاته ومباينته لخلقه واستوائه على العرش ( شرك أكبر ) بالأدلة من آثار السلف الصالح


بسم الله الرحمن الرحيم



وجه كون المنكرين لعلو الله عز وجل بذاته ومباينته لخلقه واستوائه على العرش أنهم مشركين:

الأول: هو أنهم يعبدون غير الله فإن الإله المشوه القبيح الذي يعبدونه ليس هو الله تعالى وهذا شرك في توحيد المعرفة والاثبات وهو اظهر واعظم من الشرك في توحيد القصد والطلب.

الثاني: أن معنى قولهم اما حلول الخالق في المخلوق أو التعطيل للخالق -والعياذ بالله- وكلا الامرين اشد من شرك اليهود والنصارى وعباد الاوثان.

وهذه بعض اثار السلف الصالح في بيان ذلك:

قال الإمام الدارمي: [ فَمَنْ لَمْ يَقْصِدْ بِإِيمَانِهِ وَعِبَادَتِهِ إِلَى اللَّهِ الَّذِي اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ فَوْقَ سَمَوَاتِهِ، وَبَانَ مِنْ خَلْقِهِ، فَإِنَّمَا يَعْبُدُ غَيْرَ الله ] الرد على الجهمية للدارمي ص 69

قال الإمام ابن بطة العكبري: [ باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بخلقه.
أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه، ولا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية وهم قوم زاغت قلوبهم واستهوتهم الشياطين فمرقوا من الدين وقالوا : إن الله ذاته لا يخلو منه مكان ]. الإبانة 3/ 136

قال سعيد بن عامر: [ هُمْ شَرٌّ قَوْلًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَقَدْ أَجْمَعَ أَهْلُ الْأَدْيَانِ مَعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ عَلَى الْعَرْشِ وَقَالُوا هُمْ: لَيْسَ عَلَى الْعَرْشِ شَيْءٌ ] خلق افعال العباد ص 30

قال التيمي الأصبهاني والزنجاني الشافعي: [ وَالْجَهْمِيَّةُ لَا تَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَهَا بِوُجُودِ ذَاتِهِ فَهُمْ أَعْجَزُ فَهْمًا مِنْ فِرْعَوْنَ بَلْ وَأَضَلُّ ] اجماع الجيوش لأبن القيم ص 272

قال ابن أبي حاتم: سألت أبي (ت277هـ) وأبا زرعة (ت264هـ) عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك؟
فقالا: (أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان مذهبهم:
الإيمان قول وعمل يزيد وينقص… وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف أحاط بكل شيء علما {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}
قال: وسمعت أبي يقول: (علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر
وعلامة الزنادقة: تسميتهم أهل السنة حشوية، يريدون إبطال الأثر
وعلامة الجهمية: تسميتهم أهل السنة مشبهة
وعلامة الرافضة: تسميتهم أهل السنة ناصبة). شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي 1/ 197-204

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: [ فإذا قال الجهمي الذي يقول: إنه في كل مكان، ويقول مع ذلك بأن وجوده غير وجود المخلوقات، أو يقول بالاتحاد من وجه والمباينة من وجه، كما هو قول ابن عربي وأمثاله... -الى أن قال-: ومن العجب أن الجهمية من المعتزلة وغيرهم ينسبون المثبتين للصفات إلى قول النصارى، كما قد ذكر ذلك عنهم أحمد وغيره من العلماء.
وبهذا السبب وضعوا على ابن كلاب حكاية راجت على بعض المنتسبين إلى السنة، فذكروها في مثالبه.
 وهو أنه كان له أخت نصرانية، وأنها هجرته لما أسلم، وأنه قال لها: أنا أظهرت الإسلام لأفسد على المسلمين دينهم، فرضيت عنه لأجل ذلك.
 وهذه الحكاية إنما افتراها بعض الجهمية من المعتزلة ونحوهم، لأن ابن كلاب خالف هؤلاء في إثبات الصفات، وهم ينسبون مثبتة الصفات إلى مشابهة النصارى، وهو أشبه بالنصارى.
 لأنه يلزمهم أن يقولواإنه في كل مكان، وهذا أعظم من قول النصارى، أو أن يقولوا ما هو شر من هذا، وهو أنه لا داخل العالم ولا خارجه.
 ولهذا كان غير واحد من العلماء كعبد العزيز المكي وغيره، يردون عليهم بمثل هذا، ويقولون: إذا كان المسلمون كفروا من يقول: إنه حل في المسيح وحده، فمن قال بالحلول في جميع الموجودات أعظم كفراً من النصارى بكثير.
وهم لا يمكنهم أن يردوا على من قال بالحلول، إن لم يقولوا بقول أهل الإثبات، القائلين بمباينته للعالم فيلزمهم أحد الأمرين: إما الحلول، وإما التعطيل، والتعطيل شر من الحلول ] درء تعارض العقل والنقل 6/155

فنص على أن قول معطلي العلو أعظم كفرا من قول النصارى فتأمل!

قال ابن خزيمة: [ من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سماواته بائن من خلقه فهو كافر يجب أن يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بنتن ريح جيفته وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من الدين إذ المسلم لا يرث الكافر ] معرفة علوم الحديث للحاكم ص 84

قال اﻹمام أحمد بن حنبل: [ الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه وقدرته وعلمه في كل مكان. ] شرح أصول اعتقاد اهل السنة لللالكائي ج ٣ ص ٤٤٥

وقال -رحمه الله-:
[ وقد اخبرنا -عز وجل- انه في السماء فقال: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}.
وقال: {أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا}
وقال: {إليه يصعد الكلم الطيب}
وقال: {إني متوفيك ورافعك إلي}
وقال: {بل رفعه الله إليه}
وقال: {يخافون ربهم من فوقهم}
وقال: {وهو القاهر فوق عباده}
وقال: {وهو العلي العظيم}
فَهَذَا خَبَرُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ، وَوَجَدْنَا كُلَّ شَيْءٍ أَسْفَلَ مِنْهُ مَذْمُومًا، يَقُولُ اللَّهُ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ-: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار} ]. الرد على الجهمية والزنادقة

وقال -رحمه الله-: [ فَقُلْنَا لِهمَ أَنْكَرْتُمْ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَلَى الْعَرْشِ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: {الرحمن على العرش استوى}

وقال: {خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} ] الرد على الجهمية والزنادقة

قال الامام عبدالرحمن بن مهدي: [ إنه ليس في أصحاب الأهواء شر من أصحاب جهم يدورون على أن يقولوا ليس في السماء شيء، أرى والله ألا يناكحوا ولا يوارثوا ] السنة لعبدالله بن احمد 1/157

وقال: [ إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله قد كلم موسى وأن يكون على العرش يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم ] العلو للذهبي 159


قال الإمام محمد بن يوسف الفريابي وهو من شيوخ البخاري: (من قال: إن الله ليس على عرشه فهو كافر.) خلق أفعال العباد للبخاري ج2 ص39

قال الامام محمد بن مصعب الدعاء: (من زعم انك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك، أشهد أنك فوق العرش، فوق سبع سماوات، ليس كما تقولوا أعداء الله الزنادقة.) أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح.

وهذا مقال جمعت فيه بعض الآثار عن الصحابة والتابعين وتابع التابعين في اثبات علو الله عز وجل على خلقه واستوائه على العرش 
↓↓
https://justpaste.it/15xao

 مع التنبيه أنه لا بد من التفريق بين كفر النوع وكفر العين وبين كفر الطائفة وتكفير الأعيان فإن نص القرآن والسنة وإجماع السلف الصالح على العذر بالجهل والتأويل والإكراه والخطأ.
وهذا مقال في تأصيل جزء هذه المسألة ↓↓

وهذا مقال اخر في بيان بعض نصوص ائمة السلف المتقدمين في التفريق بين النوع والعين وفي العذر بالجهل لأعيان الواقعين بالشرك الأكبر ↓↓

https://kushifalshabahaat.blogspot.com/2020/10/altafriqbaynalnawewaleayn.html



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق