الأربعاء، 9 سبتمبر 2020

معنى التبديل والتشريع شرعاً وبيان كذب وتدليس السرورية الخوارج


بسم الله الرحمن الرحيم


التبديل والتشريع الكفري له شرطين:

1- أن ينسب الحكم بغير ما أنزل الله لله عز وجل ولدينه كذبا وعمدا

2- أن يكون بغير تأويل

 اما مجرد الحكم بغير ما انزل الله او وضع مجالس تسمى تشريعية وهم لا ينسبون حكمهم لله ولدينه فهذا حكم بغير ما انزل الله وهو معصية من المعاصي.

ومن لم يتقيد بالشرطين السابقين يلزمه تكفير أهل البدع لأن كل مبتدع مبدل ومشرع.

 قال عليه الصلاة والسلام لليهود: (يا معشر اليهود، أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى، ماذا تجدون في التوراة من العقوبة على من زنى وقد أحصن؟ قالوا: إنا نجده يحمم ويجلد! وسكت حبرهم في جانب البيت، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صمته، ألظ ينشده، فقال حبرهم: اللهم إذ نشدتنا فإنا نجد عليهم الرجم!) تفسير الطبري (10/ 306)

 في الحديث السابق نسب اليهود حكمهم المبدل لله عز وجل ولدينه كذبا وعمدا من غير تأويل فبهذا كفروا وصاروا مبدلين مشرعين.

قال شيخ الاسلام ابن تيمية في تقرير ذلك: ("الشرع المبدل" وهو الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو على الناس بشهادات الزور ونحوها والظلم البين فمَن قال إن هذا من شرع الله فقد كفر بلا نزاع. كمن قال: إن الدم والميتة حلال.) مجموع الفتاوى 267-268/ 3

(مَن) في قوله: (فمَن قال إن هذا من شرع الله) شرطية واذا انتفى الشرط انتفى المشروط.

 قال ابن العربي المالكي -ونقله الإمام الشنقيطي عن القرطبي مُقرّاً له-: (إنْ حكم بما عنده على أنه من عند الله فهو تبديل له يوجب الكفر) أحكام القرآن 2/625، أضواء البيان 1/407

 بنص الحديث وبهذه النصوص السابقة عن ائمة الإسلام يتبين تدليس وتحريف السرورية الخوارج وافراخهم ومن تابعهم في مسألة التبديل والتشريع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق